القائد المغوار

القائد المغوار
دمت لنا يا أبي قابووووووووووس

الاثنين، 3 أغسطس 2009

"حياة الرفاهية"

إني أعيش حياة الرفاهية ...
اللامبالاه في قاموس يومي ...
أعشق التميّز بعيدا عن المألوف ...
مظهري يبهر ويغري الناظرين ...
أعيش في قمة السعادة كما يظن البعض
ولكن في الحقيقة السعادة التي أمتلكها لم تكن
تبعث من كياني ....
لعمري أنها سعادة الكماليات والجماليات ...
فعشت في قصر أبي الثريّ ...
كنت إذا رأيته في الأسبوع مرة ...
أبحث عنه لكي أطالبه بمصروفي الشخصي ...
أكثر من راتب شخص يكدّ ليل نهار وأنا أستلم مصروفي وأنا في قمة الأستهار ...
لا أعرف الشكر ونادرا ما أسلم لأبي
وأسلم عليه كأني أسلم لأحد غريب ...
لم أذكر أني ذقت دفائت حضنه ...
وأمي الحنون كنت أرائها كل يوم ...
ولكني لم أكن أسلم عليها ... فأحسّ وجودها كعدمه ...
بعذر أني معها في نفس البيت ونتلقي يوميا فلا داعي للسلام عليها ...
أحس بأن أمي تحاووول أن تتقرب مني ...
نفسها أن تضمني في حضنها الدافئ
ولكن الشئ الذي تعتاد عليه يصبح عاده في يومك
فأنا لم أتعود منذ صغري على حنانها ...
بحكم أنشغالها كزوجة من الشخصيات المهمة في البلد ...
فكنت طووول الوقت مع المربية ...
فأنا وحيدة أبويّ ...
ودلوووعة في البيت وخارجه ...
وكنت أسمع والديّ وعمي يتحدثان عن مستقبلي
فكان أبي يريدني أني أكمل دراسي في الخارج
وأرفع شأنه أكثر فاكثر ...
وعمي يريدني أن أتزوج ابنه حتى لا أحد يطمع في أملاك أبي الثري...
فتقبلت في نفسي فكرة الزواج بابن عمي ...
لم أرغب في إكمال دراستي ...
وكنت أقنع نفسي بأن أعجب بابن عمي
ففعلا أعجبت به وبعد فترة ...
تقدم لخطبتي وهو شاب طائش محب لدنياه
صافت لا تقارن بصفاتي لأننا متشابهي الصفات السيئة ...
والدّي أعلن زواجي به ...
فعشنا في قصري الذي كان هدية من أبي بمناسبة قراني ...
أصبحنا في عالم الحب والجنون ..
ونحن لم نكمل سن العشرين ...
فزوجي لا يعمل ولم يكمل دراسته مثلي تماما ...
لم يكن يحب العمل ... فمال قاروون نملكه ..
فعرضت له فكرة جهنمية ... بأستغلال أموالنا ...
هل هذه الفكرة بناء مسجد ؟؟طبعا لا
هل هذه الفكرة مساعدة الفقراء والمحتاجين ؟؟طبعا لا
هل هذه الفكرة بناء مدرسة للتعليم ؟؟طبعا لا
هل مشرووع يفيد البلد ؟؟طبعا لا
لم تأتي فكرة بناء المسجد لأننا لم نعرف الصلاة فكنا لا نصلي
ولم تخطر في بالنا مساعدة الفقراء والمحتاجين لأننا في ترف ولم نخفض رأسنا لنرى من هم أقل منا
وفكرة بناء المدرسة لأننا لم نحب الدراسة
وفكرة مشروع يفيد البلد لأننا لم يزرع في قلبنا حب الوطن والمحافظة عليه ولم نكن نعي بأن هذا الخير الذي نحن فيه من فضل الله وفضلّ الوطن ووالدّي ...
فكانت فكرتي أن نستثمر أموالنا في إحدى الشركات الكبرى في خارج البلاد .. شاركنا بالأسهم
وبعدها بدأت تطل علينا الغنائم فتضاعفت أموالنا أضعافا مضاعفة ولم نعي ولو بقوول الحمدلله
فبدئنا نرفه عن أنفسنا وسافر لمعظم دول العالم فلم نفكر ليوما أن نسافر لبيت الله الحرام ...
ألهتنا أموالنا عن ذكر الله ...
مرت خمسة سنوات على زواجنا ... ولم أتذكر يوما أن أسال عن أمي وأبي وزوجي مثلي تماما لم يسأل عن أهله ... ألهتنا حياتنا الدنيويه ...
ولم نرزق بقرة أعين يملأ حياتنا ....
فأقنعته نسافر هذه المرة من أجل العلاج وليس من أجل الترفيه ...
فرّحب بالفكرة لأننا كنا نحب الأطفال ...
ولكن لم نفكر في يوم أن نتبرع للجهات الخيرية ...
وبعد فتره علاج قاربة الثلاث سنوات
بدأ أمل زوجي لليأس وأنا كنت أزرع الأمل فيه ...
ورجعنا للبلد ...
فإذا يطرق باب قصري الموحش ...
فأستدعتني مساعدتي في القصر ...
فأول مرة من زواجي أستقبل أحدا في منزلي ...
فسلمت عليها ... سألتني أتعرفيني ؟؟
فقلت لها شئ يدفعني لأستقبلك فأنا أول مرة أستقبل ضيفا في قصري
فقالت : ضيفا !!! أنا أعرف أمك فما أخبارها ؟؟
فقلت وأنا أتعلثم في الكلام : أمي أمي لا أعرف عنها شئ
فسألتني كم مرّ على زواجك بابن عمك ؟؟
فقلت : ما يقارب الثماني سنوات
فقالت : يا ابنتي أنا أمك وأتتبع أخبارك أول بأول
فأنت وزوجك لم يرزقكم الله الأولاد حتى لا تتعذبو مثلي فأنا طوال تلك السنين أنتظر ولو مكالمة هاتفيه أسمع صوتك وأنت وزوجك تسافرون من بلد لبلد
فأنا لم يكن لدّي الوقت للأعلمك أمور الدين فأنا تعلمتها بعد زواجك وأنا أيضا لم أكن باره لوالدّي منذ أن تزوجت أبيك فلم أزر أهلي وماتوا ولم أحضر تشيع جنازتهم بسبب أنشغالنا بالبلد
فأبنتي هل ممكن أن أضمك في حضني ؟؟
فقلت : يا ريت يا أمااااااه ... أعذريني لم أعرفك فقد تغيّرت ملامحك التي كنت أعرفها
فضمتني لحضنها الدافئ وأردت أن أسترجع ذاكرتي مع أمي ولكن للأسف لم يتواجد في ذاكرتي إلا أني أرائها ولم أسلم عليها ...
فعاشت أمي في قصري وعلمتني أنا وزوجي أمور ديننا الحنيف ...
فلم تخبرني أمي بزواج أبي فذهبت لأزوره فإذا فزوجته تستقبلني مثلما كنت أستقبل الناس الذين يحضرون لقصر أبي طلب المساعدة فكنت أضحك عليهم وأتمسخر بشتى الوقاحة ...
وبعدها زرت عمي وأهله ...
أمي قررت علينا زيارة بيت الله الحراااام ...
فزرناه وأمي وزوجي لا يفارقاني ...
أحسسنا أنا وزوجي كأنا بعثنا لهذه الدنيا من جديد ...
فعرفنا معنى السعادة بتعلم أمور الدين ؟؟
فطبقنا أركان الإسلام كلها ...
ورزقنا الله بالذرية الصالحة وربينهم تربية الصالحين وسلكنا منهج القرآن ومنهج رسولنا الكريم ....
فغمرنا بالسعادة ....
فالله تعالى قد بعث لنا أمي الغالية لترشدنا طريق السداد بعد أن غرقنا في بحر الغفلة ....

بوح القلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق